Thursday, November 1, 2007

بقالي مدة مش عارف اكتب حاجة يمكن عشان مضايق او زهقان او مخنوق اوي اي حاجة عادي يعني واكيد كل واحد منا بيمر بوقت زي ده بيكون مش عايز يعمل فيه اي حاجة، مش عشان كسلان ولكن عشان الاسباب سالفت الذكر
المهم أنا شخصياً لما بكون في الحالة دي بحب أعمل حاجات معينه ساعات كتتتير بتساعد الواحد انه يغير من موده ويكون أحسن ...... من الحاجات دي مثلاً إني بحب أقف على الكورنيش واخلي الهوى يطس في ..... واخلي نظري يوصل لأبعد نقطه ممكنه، وساعات تانيه بحب أجري حول سور الكلية الحربية في مصر الجديدة رغم ان الفعلين دول مختلفين من حيث السكون والتأمل والحركة والنشاط إلا انهم بيوصلوني لنفس النتيجة وبكون أحسن الحمد لله. ويا رب كل واحد منا يكون عنده حاجة تخليه أو تساعده أنه يغير موده
بس من أهم الحاجات اللي بتخرجني من المود ده هو تذكري ليوم محدد في حياتي، وطبعاً خيالكم ميروحش بعيد وكل واحد يشطح بتفكيره .... هحكلكم عن اليوم ده ....
كان عندي 15 سنه وكنت مشترك في النادي في لعبة اسمها القفز الرياضي بالمظلات وألعاب الهواء، وكنت بروح النادي الصبح واحصل على التدريب وأستفد منه في نواحي كتتتير ممكن ابقى أقولها بعدين .... المهم جه يوم بعد إنتهاء فترة التدريب والكابتن قال لينا إن بعد كام يوم هنقوم بأول قفزة حقيقية من الطائرة ....... طبعا الناس كلها انبسطة وانا مختش في بالي عادي يعني أيه المشكله محنا طلع عنينا في التدريب
وجه اليوم الموعد كان التجمع في النادي الساعة 6 صباحاً لجميع الأفراد اللي هيقوموا بالقفزة دي من مختلف النوادي على مستوى الجمهورية بعد كده روحنا في عربيات رحلات على مطار شرق وكله وقف طابور عشان يستمل من عربيات الزل المعدات بتاعته (مظلة أساسي - مظلة إحتياطي - واقي رأس) وكله ده عادي وفهمينه وتم التدريب عليه
شويه كده وجه قائد المطار ومر على صف اللاعبين اللي هيقفزوا وطلع كام واحد من الصف وانا كنت منهم ..... سأله المدرب أيه الحكايه قاله دول مش هيقفزوا عشان وزنهم خفيف وممكن المظلة متفتحش أو يحصل مشاكل في القفز .... طبعاً أنا قلبي وقع في رجليه
المهم جابوا ميزان ووزانونا والحمد لله قالوا ده يعدي ورجعت للصف تاني وبدأنا نتحرك على الطائرة C-130 ، الطائرة من الدخل مقسمه جدار يمين ويسار ووسط يمين ويسار وكان موقعي داخل الطائرة أول واحد في الجدار اليمين وتصورت أني أول واحد هقفز من الطائرة .... وخفق قلبي مجدداً
بدأت الطائرة في الحركة ثم صعدت بشكل حاد إلى الهواء (دي كانت أول مرة أركب طائرة في حياتي) وبدأنا في قرأت الفاتحة واقتربنا من منطقة القفز وتم فتح باب الطائرة فإذ بهواء شديد يرتطم بأجسامنا ووجهونا ثم بدأ الوسط الأيمن القفز من الطائرة وهنا فهمت أني سوف يأتي دوري بعد الإنتهاء من قفز لاعبي الوسط الأيمن
كان منظر في غاية الغرابة ولن أنساه طيلة عمري، أتعرفون عندما تلقون بمنديل من شباك سيارة مسرعة؟ تجد المنديل (اتشفط للخارج) كانت الطائرة هي السيارة واللاعبين هم ولا مؤخذه المناديل، أنا فاتح فمي ومبحلق عنيا ومش مصدق أن أصحابي وزمايلي بيطروا بره بالشكل ده ..... ثم جاء علي الدور.....
كان عقلي متوقف تماما عن التفكير وتقريبا قلبي متوقف عن النبض ورأتاي متوقفتان عن التنفس (واحد عنده 15 سنه واول مره يركب طيارة وهينط منها وهو مش فاهم ايه اللي بيحصل) وهوووووب ...... هدوء ..... صفاء ...... راحه .... هواء رقيق.
بصيت لقية ايه ؟؟؟ خير اللهم اجعله خير قال ايه الطيارة ماشيه بعيد عني وباقي زمايلي بيقفزوا منها .... طبعا في حاجات مهمه جداً لازم تتعمل أول ما يتم القفز أهمها أنك تبص على المظلة تشوفها مفتوحه ولا مقفوله ... مقطوعه ولا سليمه .... فيها مشكله ولا لأ ؟
أنا بصيت فوق ملقتش المظلة ...... بس لقيت نفسي نازل براحه فبصيط لأعلى لقيتها (في المرة الأولى تم النظر للأمام ولأعلى وفي المرة الثانيه لأعلى وبشكل عمودي)
طبعاً انا مش حاسس أني بنزل إلى الأرض بل شعرت أني أرتفع إلى السماء وهنا تذكرة كلام قائد المطار وتعليقه على مسألة الوزن ولكن أيضاً تذكرة كلام المدرب حيث قال لنا أن أول قفزة سوف تشعر أنك لا تهبط إلى الارض ولكن الحقيقة أنك تهبط
والحمد لله وصلت للأرض في سلام وشعرت أني بطل وعملت حاجة مش اي حد ممكن يعملها وكنت حاسس اني لو جاني عشر رجاله هضربه وكنت حاسس اني قوي جداً وكنت مبسوط وسعيد لدرجة خلتني كل ما أكتئب أفتكر أول قفز ليه
طبعاً بعد كده أصدقائي قالولي ان في أنوار كانت على الباب صفرا وخضرا وده ليه علاقة بمكان القفز كمان قالولي ان فيه جرس ضرب بصوت عالي عشان نبدأ القفز بس الكلام ده كله شوفته وسمعته في القفزات التانية بس أول مرة يدوبك اللي حصل هو اللي انا فاكره وحكيت عليه
على فكرة في قفزة من القفزات التاليه حصلي فقدان مؤقت للذاكرة بس مش وقته بقى.
ويا رب كل واحد منا يكون عنده حاجة تخليه أو تساعده أنه يغير مودهويا رب كل واحد منا يكون عنده حاجة تخليه أو تساعده أنه يغير موده